أخبار الميثاق موبايل

أخبار الميثاق موبايل

غياب المعلومة أو تأخرها.. أحلاهما مر !!



عبدالملك الفهيدي *
----------------------- 
خلال اليومين الماضيين عقد بعض سفراء اليمن لقاءات صحفية مع وسائل الإعلام في البلدان التي يشغلون فيها أعمالهم في محاولة للرد على الحملة الإعلامية الغريبة التي تستهدف اليمن مستغلة قضية الطرود المشبوهة وهي قضية لا تزال تثار حولها تساؤلات كثيرة.

اللقاءات الصحفية التي عقدها سفراء اليمن لم تتعد أربعة سفراء فقط حتى الآن مع إن معلومات من مصادر دبلوماسية تقول إن توجيهات رسمية صدرت من وزير الخارجية لجميع سفراء اليمن بعقد مؤتمرات ولقاءات صحفية لإيضاح الحقائق حول موضوع الطرود المشبوهة وحول مسألة مكافحة اليمن للإرهاب والجهود التي يبذلها بشكل عام.

هذه الصحوة المتأخرة والتي لاتزال محصورة على بعض السفراء لم تكن لتأتي لولا توجيهات وزارة الخارجية الأمر الذي يثير الكثير من علامات التساؤل عن أسباب ومبررات التقصير من قبل سفارات اليمن في الخارج وعدم تعاطيها مع مختلف القضايا الوطنية بالشكل الإعلامي المطلوب سيما فيما يتعلق بقضية الإرهاب، ولا أحد يدري لماذا هذا الغياب الكبير لسفراء اليمن حتى أن بعضهم تنتهي فترة عمله سفيراً – وهي أربع سنوات – ولا نكاد نقرأ أو نسمع عنه خبراً وكأنه ذهب في إجازة وليس ليؤدي دوراً سياسياً ودبلوماسياً، ويمثل اليمن ويدافع عن مصالحها، ويحسن من علاقتها مع الدولة التي يعمل فيها سفيراً.

والأعجب من ذلك أن بعض هؤلاء السفراء كانوا يصموننا بتصريحاتهم حينما كانوا يشغلون مناصب وزارية لكن داء الصمت يصيبهم بعد ان يصبحوا سفراء..
 في المقابل يرى البعض أن غياب دور السفراء بالذات في المجال الإعلامي ربما يعود لغياب التنسيق الإعلامي والمعلوماتي مع وزارة الخارجية التي يفترض أن تقوم بدورها في تزويدهم بكافة المعلومات حول أية قضايا كما هو الحال مع قضية الطرود المشبوهة، أو قضايا الإجراءات الظالمة التي اتخذتها بعض الدول تجاه اليمن كما هو حال ألمانيا ودول أوروبية اخرى.

هذا فيما يتعلق بوجود اليمن الإعلامي في الخارج أما في الداخل فلا يبدو الوضع أحسن حالاً فالجميع يدركون أن التعاطي الإعلامي مع القضايا الأمنية لايزال ينتابه الكثير من القصور فالمعلومات التي يتم توفيرها حول أية أحداث أمنية إما تكاد تكون غائبة أو تصل متأخرة بشكل كبير الأمر الذي يفتح المجال واسعاً للإعلاميين المحليين أو مراسلي الإعلام الخارجي للحصول على المعلومات بطرقهم ومن أي مصادر ممكنه ما يترتب على ذلك من نقص المعلومات، وعدم دقتها أحياناً، وعدم صحتها أو المبالغة فيها أحياناً أخرى، فضلاً عن عدم القدرة على معالجة أخطائها لاحقاً فالفضائيات والمواقع الإخبارية تتنافس على السبق وتنشر أي معلومات تصلها أولاً وتتغاضى عن أي معلومات إضافية أو معلومات رسمية فيما بعد خصوصاً حين تصدر بشكل متأخر.

وكمثال بسيط على ذلك فالمعلومات حول حادثة الطرود المشبوهة تأخرت كثيراً ولم نجد أحداً في الحكومة يبادر إلى إيضاح الحقائق للناس، وأضطر رئيس الجمهورية بنفسه ليعقد مؤتمراً صحفياً ويتحدث فيه، وهو من طمأن الناس والرأي العام خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، وتعاطي الإعلام معها بشكل أثار القلق والمخاوف الداخلية لدى المواطنين. وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الرئيس إلى إيضاح الحقائق بنفسه والحديث إلى وسائل الإعلام ويغطي الفراغ الإعلامي الحكومي حيال الكثير من القضايا.

إذاً ثمة قصور داخلي وخارجي في التعاطي مع الإعلام سببه إما غياب المعلومات أو تأخر وصولها ونشرها بعد وجودها، وكلاهما أمران أحلاهما مر ويتسببان ليس في تشويه صورة اليمن، وسمعتها أمام الرأي العام فحسب، بل ويغيبان جهودها وما تقدمه من تضحيات في شراكتها الدولية في الحرب على الإرهاب، وما يترتب على ذلك من أثار سلبية اقتصادية وسياسية واستثمارية بل وصل الأمر الى حد ممارسة المضايقات وفرض الرقابة الأمنية على كل اليمنيين في مختلف دول العالم.

 بالإضافة إلى ذلك كله أعلنت الحكومة أمس عن استكمال وهو أمر أيضاً

وما يزيد من المشكلة إن تحسين صورة اليمن في الخارج تعد إحدى الأولويات العشر التي تعمل الحكومة عليها ،إلا أن تلك الأولوية وضعت في أخر القائمة رغم أهميتها ،وهو ما يظهر من خلال إعلان الحكومة أمس  الدراسات التفصيلية لخمس أولويات من الأولويات العشر دون أن تكون أولوية تحسين صورة اليمن في الخارج من ضمنها .

لقد كان يجب على الحكومة أن تقدم تلك الأولوية وتسرع في إيجاد الحلول لها، ذلك أن استمرار القصور الإعلامي الخارجي سيظل حجر عثرة في إقناع حتى المانحين وأصدقاء اليمن بما تبذله الحكومة لأن جهودها تلك تسير في اتجاه والإعلام يسير في اتجاه أخر، ومضاد في أغلب الأوقات.

لقد بات من الضرورة الإسراع في إيجاد حل المشكلة التعاطي الإعلامي مع مختلف القضايا وبالذات المتعلقة بمكافحة الإرهاب – داخلياً وخارجياً – بالسرعة المطلوبة وذلك لن يأتي إلا باستحداث وحدات معلومات وإعلام في مختلف المرافق الحكومية، ومؤسسات الدولة تكون مهمتها توفير المعلومات بالشكل والسرعة المطلوبة وتزويد قيادات الدولة وأجهزة الأمن والمخابرات بها حتى تستطيع تلك الأجهزة وقياداتها إصدار البيانات وتزويد وسائل الإعلام بها بسرعة وبدقة تمنع استمرار المعلومات المضللة والخاطئة والمبالغ فيها عن اليمن وأمنه وجهوده في الحرب ضد الإرهاب .
---------------------------------------------------------
 * رئيس تحرير المؤتمر نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق