أخبار الميثاق موبايل

أخبار الميثاق موبايل

الفيفا والأمم المتحدة


بقلم الدكتور/عبدالعزيز المقالح
------------------------------

بداية، هل يمكن للفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) أن يحل محل منظمة الأمم المتحدة، وأن يتولى إدارة الشؤون الدولية بالكفاءة التي يبديها في إدارة شؤون كرة القدم؟ سؤال يشغلني منذ وقت ليس بالقصير، فقد نجح هذا الاتحاد الدولي في توزيع دورات (المونديال) على الشرق والغرب، ونجح في خلق علاقة وطيدة بين الاتحادات الدولية والإقليمية سواء على مستوى القارات أو مستوى الشعوب، ونجح أيضاً في حل المنازعات التي تطرأ بين الفرق وبعضها، وذلك ما يؤهله لتولي الشأن السياسي العالمي بعد أن أثبتت المنظمة الدولية للأمم المتحدة فشلها وعجزها عن حل أبسط القضايا، فضلاً عن حل أعقدها، لأسباب عديدة منها تحكم الدول الكبرى من ناحية، وفقدان الروح الرياضية الإنسانية من ناحية ثانية .

إن أحلامي الراهنة، وأزعم أنها أحلام تسعين في المائة وأكثر من سكان العالم، أن يطرأ تغيير كبير في مسار المنظمة الدولية المسجونة في البناء الزجاجي المقام في مدينة نيويورك، حيث لم تعد قادرة على الفرار بمبادئها الأولى وميثاقها بعيداً عن هذه المدينة ونفوذ الولايات المتحدة، وهو نفوذ يتزايد حتى باتت المنظمة وكأنها دائرة من الدوائر التابعة لوزارة الخارجية في البيت الأبيض، ولم يعد لها من مهمة تُذكر سوى خدمة هذه الدولة العظمى التي تهدد بأساطيلها البحرية والجوية والبرية أمن العالم واستقراره، وصار لا هم لهذه الدولة إلا البحث عن مبررات وذرائع لغزو الشعوب والهيمنة عليها، بعد ما افتتنت بقوتها العسكرية وما تدفع إليه من غرور ورغبة سافرة في متابعة المغامرات الجنونية على مستوى الأرض .

أما اقتراحي بتكليف “الفيفا” بتولي أعمال الأمم المتحدة فيأتي من كون المنظمتين كليهما تقومان بعمل مشترك هو الإشراف على الألعاب الدولية سواء كانت سياسية أو كروية . وكلها كما أوضحت مجريات الأمور حتى الآن “ألعاب في ألعاب” . وفضل منظمة “الفيفا” على مثيلتها منظمة الأمم المتحدة أنها لم تكن شاهدة زور على مجزرة من المجازر البشعة التي تدار على مرأى ومسمع من العالم . وما كانت لتلتزم الصمت إزاءها، كما لم تكن طرفاً في نهر الدماء الذي يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من المناطق التي تتساقط فيها أجساد الأبرياء صباح مساء . وفي مقدور العالم أن يجرب التعامل مع “الفيفا” في حقل السياسة، كما سبق له أن جربها في حقل الرياضة، ولن يترتب على تلك التجربة أية خسارة تذكر لا مادية ولا معنوية .

وتبقى في هذا الصدد إشارة أخيرة إلى ظاهرة استحواذ الكرة، وكرة القدم خاصة، على اهتمام الناس وتعلقهم المتزايد بإطالة النظر إلى الأقدام بعد ما فرغت الرؤوس من الحكمة والنظر في الهموم المتراكمة، وهل هذا الذي يتم ناتج عن ضرورة تستدعي إراحة العقل والإشفاق عليه من الضغوط المتلاحقة التي من شأنها أن تقود إلى الجنون؟ أم أن هذا الاهتمام بكرة القدم فاق كل اهتمام وخرج عن نطاقه الطبيعي وعما كان عليه منذ بدأت هذه اللعبة في الظهور؟ والخطورة قد لا تتبدى في إراحة العقل وإنما في أن يعمل هذا الاهتمام المتزايد على إراحة الضمير وتدجينه والتخفيف من مسؤولياته تجاه ما حدث ويحدث من انكسارات إنسانية وكوارث فاجعة .
-----------------------------------
"من موقع المؤتمرنت نقلاً عن الخليج"

البحث عن هوية !!

بقلم/ الأستاذ/عبده بورجي
------------------------------------
هل وحدة اليمن بحدوده الطبيعية تمثل حالة طارئة ونزوة عاطفية عابرة ؟!.. أم أنها حقيقة تاريخية يقينية ترتبط بالهوية والوجود والمصير والجغرافيا والمصالح المتشابكة لشعب ظل عبر تأريخه موحداً رغم ما واجهه في مراحل مختلفة من تاريخه من واقع التجزئة لحدوده الجغرافية الطبيعية نتيجة صراعات ومطامع داخلية أدت إلى انهيار الدولة المركزية وبروز دويلات وكيانات تشطيرية هيأت المجال لتدخلات أجنبية استلبت القرار الوطني وكرست واقع التجزئة والانقسام.

وفي دراسة أعكفُ عليها حالياً لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية بعنوان "العوامل الوطنية والإقليمية والدولية وإنعكاس تأثيرها على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية عام1990م" ثمة حقائق جوهرية برزت أمامي تتصل بموضوع التأثير الإيجابي للعوامل الداخلية على نماذج التجارب الوحدوية من مراحل التاريخ المختلفة وفي مقدمتها ما يتصل بخصائص الهوية اليمنية التي تتميز بدرجة عالية من الوحدة الدينية واللغوية والاجتماعية والثقافية وإسهامها الايجابي في بناء الوحدة السياسية لليمن بحدوده الطبيعية في ظل حكم سلطة مركزية واحدة ساعدت على تأمين استمرار أقدم نظام توحيدي عرفه اليمن .. وهناك دراسة مهمة للمؤرخ اليمني الدكتور محمد عبدالقادر بافقية بعنوان "اليمن القديم من دولة القبائل إلى دولة الوحدة" وكذلك محاضرة قيَّمة للدكتور عب دالكريم الارياني في معهد الدراسات بلاهاي بعنوان"الجمهورية اليمنية - الوحدة - الديمقراطية- التنمية الاقتصادية" تناولتا موضوع الهوية اليمنية وارتباطها بوحدة اليمن والحفاظ عليها .. وخلال مرحلة التجزئة التي تعرض لها اليمن عقب تفككك حكم الدولة المركزية فان خصائص ومقومات وحدة الهوية اليمنية شكلت الضمانة الحقيقية لاستمرار وحدة شخصية اليمن الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في ظل مراحل انفصام عُرى وحدتها السياسية وبقيت موحدة عبر القرون ومكونة تواصلاً حضارياً وثقافياً واجتماعياً وظل اليمنيون يشعرون على الدوام بأن اليمن هي الهوية الوطنية حتى في أيام التجزئة وظلت هذه الهوية رابطاً عضوياً مشتركاً بينهم حتى في ظل حالات التجزئة السياسية وتعدد سلطات الحكم الاستثنائية للدويلات وقد ثبت حقيقة ما سبق في التأريخ القديم خلال حالة التجزئة السياسية التي تعرض لها اليمن من 525-620م عقب تفكك وحدة اليمن السياسية وانهيار دولة حمير المركزية إلى أن استعاد اليمن وحدته في ظل حكم الدولة الإسلامية وتأكد تكرار هذا التأثير أيضاً أثناء حالة التجزئة السياسية التي تعرض لها اليمن في عصر الدويلات عام 820م وعقب خروج اليمن من حاضرة حكم دولة الخلافة الإسلامية حتى استعادة وحدته السياسية أثناء حكم الدولة القاسمية وفي أخر حالات التجزئة والتشطير التي تعرض لها اليمن في التأريخ الحديث والمعاصر للفترة من 1839م- 1990م ظلت خصائص وحدة الهويَّة اليمنية رابطاً قوياً لاستمرار وحدة اليمن رغم غياب الوحدة السياسية وتعرض اليمن لشتى محاولات استهداف مقومات وحدة هويته الوطنية بعد أن تكالبت خلال تلك المراحل العوامل الداخلية والإقليمية والدولية لترسيخ واقعاً تشطيرياً مفروضاً متجاوزاً حدود تأثيراته السلبية على وحدة اليمن السياسية إلى بعض خصائص مقومات الهوية الايدلوجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب اليمني الواحد التي عكست نفسها في صراعات سياسية وعسكرية إلا أن خصائص وحدة الهوية اليمنية أثبتت أنها أقوى من تلك في تأثيرها الايجابي وقدرتها في الحفاظ على استمرار وتواصل جهود إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م والتي تحتفل اليمن اليوم بمرور عقدين من الزمن على ميلادها.. ورغم التحديات والأعاصير التي ظلت تواجها الوحدة إلا إن وحدة الهوية الوطنية ظلت هي صمام الأمان لاستمراريتها وحمايتها ضد التحديات واستهداف حاضر ومستقبل اليمن السياسية في تاريخه المعاصر خاصة في ظل تلك المحاولات التي ظل يقوم بها البعض ضمن مشروع قديم جديد لطمس الهوية الوطنية ومحاولة الترويج لهوية مسخ يسمونها "بالجنوب العربي" يحاولون من خلالها سلخ أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من جلودهم اليمنية وسلبهم تاريخهم وهويتهم الوطنية التي عرفوا بها عبر التاريخ ومثل تلك الهوية سبق أن روج لها الاستعمار أثناء فترة حكمه وتخلى عنها بعد أن قاومها الشعب وأفشلها ولكن البعض عاد من جديد للترويج لها لتمرير مشروعاً انفصالياً ظن هؤلاء بأنه لن يمر إلا تحت هذه اللافتة المهترئة.!

ومن المؤسف ما نلاحظه في مناهج التعليم وأجهزة الثقافة والإعلام من قصور فاضح في إيصال حقائق جوهريَّة من التاريخ اليمني إلى الأجيال اليمنية المتعاقبة خاصة الناشئة والشباب سواء ما يتصل بالهوية الوطنية أو الوحدة كحاضن وطني لأبناء الشعب اليمني على إمتداد اليمن الطبيعية وحيث أقترن بالوحدة إكتساب القوة والمنعة والرخاء والازدهار والقدرة على التأثير في المحيط الإقليَّمي وعلى العكس من ذلك فان التجزئة والتشطير تلازمت بالضعف والوهن والتشتت وبوجود المطامع والتدخلات والسيطرة الأجنبية على الشأن اليمني .. كما أن الوحدة ظلت تاريخياً هي القاعدة الثابتة والتجزئة هي الإستثناء وحتى في حالات التجزئة فأن اليمنيين ظلوا يناضلون ويحثون الخُطى من أجل استعادة الوحدة والانضواء تحت مظلتها وهذه هي الحقائق التي ينبغي أن يعلمها الجميع وان يتعلمها أبناؤنا وأطفالنا حتى لا نجد أنفسنا أمام واقع أشبه بذلك الحال المحزن الذي نشاهده اليوم في بعض شوارع الضالع وردفان عندما نرى بأن ما نسميهم بجيل الوحدة يتظاهرون ضد الوحدة أو يطالبون لأنفسهم بهويَّة مسخ غريبة لا وجود لها في التاريخ أو الواقع غير هويتهم اليمنية التي يعتز كل أبناء العروبة بالانتماء إليها وباعتبار أن من لم يكن له جذور أو أصول من اليمن فليس بعربي !.
-------------------------------------------------
- من موقع صحيفة 26سبتمبر نقلا عن مجلة محطات

فـيـتـو عـلـى الاداء الأمـنـي

بقلم / محمد انعم *



‮ ‬الاعتداء‮ ‬الإرهابي‮ ‬الذي‮ ‬طال‮ ‬مبنى‮ ‬الأمن‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬مدينة‮ ‬التواهي‮ ‬بمحافظة‮ ‬عدن‮ ‬يتطلب‮- ‬دون‮ ‬غيره‮ ‬من‮ ‬الأعمال‮ ‬الإرهابية‮- ‬وقفة‮ ‬مسؤولة‮ ‬وجادة‮ ‬متجردة‮ ‬من‮ ‬العواطف‮ ‬والأهواء‮ ‬والحسابات‮ ‬المريضة‮ ‬والسقيمة‮..‬

فالأمن والاستقرار لايمكن أن نطلبه أو يتحقق للوطن وينعم به المواطنون إذا استمر الأداء الأمني بهذا الشكل الضعيف.. صحيح لقد أراد الإرهابيون إحداث ضجيج إعلامي لإعادة المعنويات لخلاياهم المنهارة بعد الضربات الموجعة التي تلقوها في مأرب.. لكن كان بالإمكان ألاَّ يحقق‮ ‬الإرهابيون‮ ‬هدفهم‮ ‬هذا،‮ ‬خاصة‮ ‬وأن‮ ‬في‮ ‬اختيارهم‮ ‬لمبنى‮ ‬الأمن‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬التواهي‮ ‬بعدن‮ ‬له‮ ‬مدلولات‮ ‬عدة،‮ ‬على‮ ‬عكس‮ ‬لو‮ ‬كان‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬مدينة‮ ‬من‮ ‬مدن‮ ‬أو‮ ‬مديريات‮ ‬مثلث‮ ‬محافظات‮ ‬الخير‮..‬

نعتقد أن مكافحة الإرهاب يجب أن تأخذ بعد حادثة الاعتداء على الأمن السياسي أساليب جديدة، فلا يمكن أن ننتصر في هذه المعركة إذا ظل الإرهابيون هم الذين يحددون مكان وزمان المواجهة.. وينتقلون من داخل أوكارهم في وادي عبيدة إلى مدينة التواهي ويتجولون في منتزه نشوان‮ ‬ويتفحصون‮ ‬طريق‮ ‬نادي‮ ‬الضباط‮ ‬أو‮ ‬الساحل‮ ‬الذهبي‮ ‬بكل‮ ‬حرية،‮ ‬ولا‮ ‬أحد‮ ‬يتنبه‮ ‬لذلك‮ ‬أبداً‮..!‬

لذا.. نحتاج إلى جرأة وشجاعة لتجفيف نقاط ضعفنا والتي صارت أشبه بتلك الأحزمة الناسفة التي تنهك بلادنا واقتصادنا وتخلق خيبة أمل لدى شبابنا وكل من يراهنون على شعبنا للتخلص من هذا الوباء الذي يتأبط شراً باليمن واليمنيين.

إن اعتداء الإرهابيين على مبنى أمني، يفرض علينا المطالبة بإعادة النظر في الكيفية التي يجب أن يحمي هذا المبنى الأمني هيبته أولاً ويوفر الأمن لأفراده ولمكاتبه.. ما لم فلا يمكن مهما كانت التبريرات أن نطلب أمناً من الذين فشلوا حتى من حماية أنفسهم، خصوصاً وأن حادثاً كهذا لم يعد الأول من نوعه في محافظة عدن، ومهما قلل البعض من تأثير ما حدث فلابد من التنبه لخطورة الإحباطات والانكسارات وضرب معنويات أبناء القوات المسلحة والأمن والتي تُعد أهم سلاح لحسم معركتنا نهائىاً ضد الإرهابيين والخونة وغيرهم من أعداء شعبنا وبلادنا‮..‬

إن الضعف في المسؤولية والتعامي عن كارثة أخطاء بعض المسؤولين، قد جعلت المجرمين والإرهابيين يتطاولون على حماة شعبنا وحراسه الأشاوس، ووصل بهم الصلف إلى أن يتجرأوا للاعتداء عليهم إلى داخل ثكناتهم.. ليس هذا فحسب بل ومحاولة إطلاق إرهابيين من السجون جهاراً نهاراً‮..‬

إن المسؤولية الوطنية لايجب أن تحول المسؤولين إلى أشبه بملائكة أو كما يقال قديسين منزَّهين عن الأخطاء، حتى وإن ظلوا يغطون في نوم عميق وترهُّل فظيع وتسيُّب مخيف ويتسببون بخراب ودمار، ورغم كل ذلك يظلون فوق المساءلة أو المحاسبة أو العقاب..

إن حياة أولئك الجنود الذين استشهدوا غدراً بنيران عناصر الإرهاب، لايجب أن تذهب دماؤهم هدراً.. ويجب أن يقول المسؤولون في محافظة عدن: كيف ولماذا ومتى استشهدوا.. وهل كانوا يحملون السلاح أم كانوا في طابور لتحية العلم أم في طابور »بالترنج«..؟!!

ومن‮ ‬أين‮ ‬جاءت‮ ‬أسلحة‮ ‬الإرهابيين‮ ‬إلى‮ ‬التواهي،‮ ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬نقطة‮ ‬أمنية‮ ‬خلافاً‮ ‬لعيون‮ »‬العسس‮« ‬ويمكن‮ ‬رصد‮ ‬حتى‮ ‬مَنْ‮ ‬يحملن‮ ‬أحمر‮ ‬الشفاه‮!!‬

إن‮ ‬مكافحة‮ ‬الإرهاب‮ ‬تتطلب‮ ‬شفافية‮ ‬ومسؤولية‮.. ‬وعيوناً‮ ‬ساهرة‮ ‬لحماية‮ ‬الوطن‮ ‬وأمنه‮ ‬واستقراره،‮ ‬ولا‮ ‬تسمح‮ ‬للإرهابيين‮ ‬بتسجيل‮ ‬أهداف‮ ‬على‮ ‬حراس‮ ‬الوطن‮ ‬الأبطال‮ ‬كما‮ ‬حدث‮ ‬صباح‮ ‬السبت‮ ‬للأسف‮.‬

أما إذا استمر الوضع بهذا الأداء المحبط، فمعنى ذلك أن أيادي الإرهابيين أصبحت طويلة ولم يعد أمامها شيء تخشاه أو بعيد عن أحزمتها الناسفة أو رصاصها القاتل بعد أن اصبحت مباني الأمن السياسي لقمة سائغة لهم، فما بالنا إذا تحدثنا عن مكاتب مدنية.

بالتأكيد البعض لن يتحمل مثل هذا الطرح ويعتبره مبالغاً فيه، وسيشتط غضباً وشططاً، بيد أن أمثال هؤلاء اللامبالين لا يتساءلون: لماذا يظل الشعب يتحمل رصاص الإرهابيين والمجرمين ولا يقوم المسؤولون المختصون بتحمُّل مسؤولياتهم أو يُقالون أو يقدمون استقالاتهم ويعلنون‮ ‬فشلهم‮ ‬ولا‮ ‬نقول‮ ‬بضرورة‮ ‬محاسبتهم‮.. ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يحمّلوا‮ ‬عجزهم‮ ‬واخفاقاتهم‮ ‬أبطال‮ ‬قواتنا‮ ‬المسلحة‮ ‬والأمن‮.‬

 الشيء الآخر.. يجب ألا يظل شعبنا يدفع ثمن الحرب ضد الإرهاب وحده، ولابد أن تقوم دول الجوار بوقف تسلل عناصر الإرهاب إلى بلادنا، فليس من المنطق أن تنجح اليمن في حسم هذه المعركة طالما وهناك بؤر تجنّد المزيد من الإرهابيين وأخرى تمدهم بالمال والسلاح وسواها تدعمهم‮ ‬بالتضليل‮ ‬الإعلامي‮..‬

حقيقةً‮.. ‬لايجب‮ ‬أن‮ ‬يعود‮ ‬الإرهابيون‮ ‬من‮ ‬جوانتانامو‮ ‬لقضاء‮ ‬شهر‮ ‬عسل‮ ‬في‮ ‬بلدانهم،‮ ‬وبعد‮ ‬ذلك‮ ‬يسعون‮ ‬لاقتراف‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الجرائم‮ ‬ضد‮ ‬شعبنا‮ ‬وبلادنا‮ ‬بكل‮ ‬هدوء‮.‬

إذاً‮.. ‬لابد‮ ‬من‮ ‬إعادة‮ ‬التفكير‮ ‬في‮ ‬أبعاد‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮.. ‬ولماذا‮ ‬اليمن‮ ‬هي‮ ‬هدف‮ ‬الإرهابيين‮ ‬دون‮ ‬سواها‮.. ‬ولماذا‮ ‬تُستهدف‮ ‬مصالح‮ ‬الغرب‮ ‬فيها‮ ‬فقط؟‮!‬

--------------------------------
* رئيس تحرير صحيفة الميثاق

قطار الانفاق من باب شعوب الى حجة !!

فيصل جلول - إلى صابر ووليد ونزار
--------------------------------
علمت مؤخراً ان الحكومة اليمنية تعد دراسات جدوى لبناء شبكة من السكك الحديدية والقطارات تشمل المدن الرئيسية فعادت بي الذاكرة الى ست سنوات خلت حين نشرت مقالاً دعابياً في هذه الزاوية حول هذا الامر استدرج تعليقا من الشبان الثلاثة المذكورين اعلاه "من يدري ربما خلال عشر سنوات نستقل القطار في اليمن." وللمناسبة ارتأيت اعادة نشر المقال مع اهدائه هذه المرة للثلاثي الذي شهد التفاصيل التي شكلت مادة هذا المقال...فإلى النص. يأخذ علي عدد من الاصدقاء والأهل والأقارب جديتي المفرطة ويعتقدون انني ما ان امتنع عن إطلاق ابتسامة عريضة حتى أبدو وكأنني قاس لا اطاق علما أن هذه الصفة لاتتناسب مع حقيقة شخصيتي ودائماً بحسب تلك القلة من الذين يهتمون عن كثب بأمري وأبادلهم الاهتمام نفسه.

كنت غارقاً في التأمل مقطب الحاجبين شارداً اتخيل سيناريوهات لعدد من القضايا الجدية المختلفة عندما انضم الي حول طاولة الغداء زملاء التقيتهم للمرة الأولى خلال متابعة الانتخابات البرلمانية الاخيرة واذا بأحدهم يحدق بي ويستنتج ان ملامحي قاسية وانني جدي للغاية، وذلك من دون معرفة مسبقة ، الأمر الذي فاجأني وجردني من كل رد ممكن فالتزمت الصمت.

تناولنا مع الزملاء مواضيع كثيرة من بينها تقدير المسافات الفاصلة بين صنعاء وباقي المدن اليمنية، ومن ضمنها مدينة حجة.
إسم المدينة لفت انتباه زميلنا المعتد بنفسه والذي مابرح منذ يومين ينظر باستعلاء واستخفاف الى الشارع المواجه للفندق ويحكم على الناس بالتخلف ويؤكد انه لم يكن يتوقع ان يشاهد ماشاهده. وفي كل ذلك كان يثير حفيظتي ، وقد ضبطت اعصابي مرتين حتى لا اندفع ساخرا من احكامه وملاحظاته التي توحي وكأنه "كائن" حضاري فريد هبط في بلد لايستحق زيارة شخص من صنفه!!


سألني الزميل: كيف يمكن الوصول الى "حجة" عله يرى شيئاً آخر مختلفاً عما يراه في صنعاء ، وذلك بعد ان سمع عبارات المديح حول هذه المدينة التي لم أزرها من قبل وان كنت احتفظ بصورة تقريبية عنها من خلال اوصاف ونصوص قرأتها وروايات اناس عاشوا فيها وهم من مختلف الأعمار.

قلت للزميل: يحتاج الأمر الى حوالى 3 ساعات للوصول الى المدينة بالسيارة وان الطريق لاتخلو من الصعوبة، لكن الأمر يهون عندما يصل الزائر الى حجة الساحرة.

أجاب بقدر من قلة الصبر والامتعاض: لا...لا...لا... 3 ساعات !! لايمكن ان اتحمل عناء الرحلة. ألا توجد مدينة قريبة يمكن الوصول اليها خلال نصف ساعة او ساعة في حد اقصى.

قلت : بلا.. يمكنك الوصول الى حجة نفسها في نصف ساعة اذا سافرت ب "قطار الأنفاق" فهو أسرع من السيارة لكنه مكلف اكثر وربما لثلاثة اضعاف اجرة السيارة.

قال: هل تمزح؟ أيوجد قطار في اليمن.!!
لقد تجولت في المدينة ولم أر اثراً لأية محطة للقطارات ولا للسكك الحديدية.

قلت بعبارة جدية و حاسمة: هل ذهبت الى باب شعوب؟

قال: لا. اين باب شعوب؟ هل هو قريب من باب اليمن؟ لقد زرت باب اليمن هذا الصباح.

قلت: لا عليك. لا. ليس بعيداً عن باب اليمن. ومن الطبيعي الا ترى المحطة والسكك الحديدية. فهي تحت الارض والناس يعرفونها وان كانوا لا يحبون القطارات.

قال: وكيف اذهب الى هناك. هل يرافقني أحد ؟.

قلت: يمكن ان نأتي معك. لكن ننصحك بالذهاب منفردا والقاء نظرة على المحطة. اطلب من السائق ان ينقلك الى "باب شعوب" وان يدلك بنفسه الى المحطة. انزل من بعد الى تحت الارض واتجه الى طاقة التذاكر ثم احجز لنا جميعاً مقاعد في الدرجة الاولى ليوم غد ذهاباً وإياباً و عد با ضبارات الحجز باسمائنا وفي صباح الغد ننطلق معاً في رحلة ممتعة بواسطة القطار.

واستدركت:... لا تهتم ان استهجن السائق طلبك فأهل المدينة لايحبون القطارات ولايحبون السفر في مواصلات الانفاق تحت الارض.. قل له انقلني الى "باب شعوب" فقط وتدبر أمرك بنفسك من بعد.

احتار الزملاء الآخرون فيما أقول وبدت عليهم ملامح الدهشة لكنهم لم يملكوا ان يشككوا في كلامي الذي ترافق مع تعابير وجهي البالغة الجدية اما الشبان الثلاثة صابر ووليد ونزار فقد التزموا الصمت حائرين.

لم تعمر قصة "مترو الانفاق" في باب شعوب طويلاً، فقد اكتشف الزميل ان الامر يتصل بمزحه وطلب تفسيراً لذلك.. فشرحت له ان محطة "باب شعوب" الوهمية هي الجواب المناسب على رد فعله المتعجرف عندما تحدثنا عن مدينة حجة الساحرة وعن الوقت اللازم للوصول اليها . ومن حسن الحظ ان روحه كانت رياضية وتقبل المزاح ساخراً من نفسه.

انتشرت الرواية بين بعض الاخوة اليمنيين الذين انتابتهم موجات من الضحك لكنهم حافظوا على احترامهم للزميل وللزملاء الآخرين واكتفوا بالتعليق على تفاصيل الحادثة فيما بينهم وطاب لأحدهم ان يضيف الى خط باب شعوب- حجة خطوطاً اخرى نحو سيئون وعدن والحديدة وتعز في كل مرة يصادف شخصاً متبرماً بالمسافات بين المدن اليمنية والوقت اللازم لبلوغها.. وفي الايام التالية فاجأني نزار او صابر وربما وليد بالقول ان القطار حلم جميل وقد ينجز ذات يوم خط باب شعوب- حجة ثم طفق يسألني عن القطارات في المدن الغربية وما اذا كانت مريحة وسريعة فعلاً.

وحتى اوسع أفق حلمه وكي احمله على التمسك بمشروع الخط الوهمي قلت ان القطارات في الغرب رائعة وافضل من الطائرات، يمكن للراكب ان ينام ان رغب وان يتناول افضل الوجبات التي تحملها اليه حسناوات شقراوات، وبجانب مقعده هاتف يصله بكل انحاء العالم وبشبكة الانترنت وبمواجهة مقعده تلفاز يبث قنوات عربية للركاب العرب الذين لايجيدون الفرنسية.. الخ.

لم يشكك في أقوالي واخذ يتخيل الزمن المطلوب لبناء السكك الحديدية في اليمن مردداً: ربما خلال عشر سنوات من يدري .. الله اعلم.
ان كنت عزيزي القارئ ممن يحتفظون بملامح قاسية انصحك بالذهاب الى "باب شعوب" والسؤال عن محطة قطارالانفاق التي تربط "صنعاء" ب "حجة" وان لم تجدها لا عليك. كرر السؤال ثم انظر بجدية في وجه أول عابر سبيل في المكان وستلمح في عينيه نظرة تساؤل عن السبب الذي يجعلك تحدق فيه وسيكتشف ان ملامحك غير قاسية وانك شخص يحلم كالاطفال. قص عليه تفاصيل الرواية واختمها بالقول: لقد فاتنا القطار هذه المرة مارأيك لو نرتشف القهوة على الرصيف بانتظار القطار الوافد.. قد تنفجرا بالضحك معاً وتختفي آثار الحواجب المقطبة عن وجهك وتبدأ يوماً آخر أقل كآبة واكثر فرحاً.

الصحفيون والمسؤولية الوطنية

كلمة الميثاق
----------------
اهتمام ورعاية فخامة الأخ علي عبدالله صالح بالصحفيين نابع من إدراكه لجسامة المهام الملقاة على عاتقهم وطبيعة مهنة البحث عن المتاعب، مستوعباً بذلك طبيعة الظروف والأوضاع التي يعملون فيها ليلاً ونهاراً بحثاً عن الحقيقة والمعلومات الصادقة لإيصالها الى الناس، فيكونون بهذا ليسوا فقط صناع الحرف والكلمة الهادفة والمؤثرة، بل صناع الرأي العام الوطني الواعي بمعطيات ومتطلبات التعاطي مع القضايا السياسية والاقتصادية والامنية وكيفية مواجهة الصعوبات والتحديات على طريق بناء اليمن الجديد الموحد والديمقراطي المستقر والمزدهر. لذا فإن لقاءه بقيادة نقابة الصحفيين إنما هو استمرار متصل لاهتمام فخامته بهذه الفئة المناط بها دور تجسيد مبادئ حرية الرأي والتعبير الديمقراطي الذي ينبغي استيعابه بمسؤولية وإيجابية في التأثير باتجاه النهوض والبناء ومن خلال وضع أبناء شعبنا في صورة واقعهم الاجتماعي بكل تعقيداته وتداخلاته، مبينين من خلال أدائهم التوعوي التنويري المسارات الصحيحة التي يجب السير فيها للتسريع بعجلة مسيرة التنمية على قاعدة راسخة من الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، من خلال ما أشار اليه فخامة الأخ الرئيس في لقائه بقيادة نقابة الصحفيين حول ضرورة ان يرافق الشفافية فهم عميق ومسؤول تجاه القضايا الاساسية الرئيسية المجسدة لرسالتهم التنويرية في مواجهة النزعات المريضة الموروثة من أسوأ العهود الماضية والتي تبرز تجلياتها المقيتة في الضغائن والأحقاد المؤسسة على ثقافة الكراهية. من هنا يأتي الرهان على دور فرسان الكلمة الحرة الصادقة الشريفة في نشر ثقافة المحبة والوئام الاجتماعي المؤدي الى خلق اصطفاف حقيقي نتمكن خلاله من التصدي لتلك النزعات والتفرغ للصعوبات التي تعترض مواصلة طريق النماء والتقدم. إن الأخ الرئيس وهو يتحدث الى الصحفيين لم يكتفِ بتناول هموم الوطن وقضاياه وواجبات العاملين في السلطة الرابعة في هذه المرحلة، بل ايضاً كان في صورة همومهم الحياتية والمعيشية والظروف التي يعملون فيها.. موجهاً بمنح أراضٍ للصحفيين وعلاجهم مجاناً في المستشفيات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، كما قدم للنقابة أربعين مليون ريال لتتمكن من تقديم خدمات أفضل لأعضائها، واستمرار عفوه عن الصحفيين المحكوم عليهم أو الذين لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم، كما وجه بأن يتم النظر في قضايا النشر من قِبَل المحاكم الاعتيادية بالمحافظات، مزيحاً عن كاهل الصحفيين الكثير من الهموم التي لطالما أرقت المنتسبين لمهنة المتاعب.. وهذا بكل تأكيد سوف يرفع من مستوى أدائهم لمسؤولياتهم نحو وطنهم عبر أنشطة إعلامية إبداعية خلاقة تعبر عن حقيقة هذه الفئة النوعية القادرة على القيام بدور فاعل في صنع الحاضر والمستقبل الأفضل ليمن 22مايو العظيم.

الحوار ، الحوار ، الحوار


بقلم الدكتور/عبدالعزيز المقالح
------------------------------------------------

تكاثرت في الأيام الأخيرة أحاديث الحوار ، والكتابات عن الحوار ، وذهب كثير من المهتمين بهذا المبدأ إلى البحث عن مفهوم أو بالأحرى مفاهيم الحوار حتى كاد يغيب المعنى الصحيح والبسيط لهذه الكلمة التي تشير إلى معنى عملي وقريب من وجدان كل فرد في هذه الحياة يشعر بحاجته إلى أن يفهم أخاه وإلى أن يفهمه أخوه وأن لا يؤدي بينهما الاختلاف في وجهات النظر إلى خلاف سرعان ما يتحول إلى خصومة فظيعة وتفقد بذلك حياتهما المطمئنة المستقرة شرطاً أساسياً من شروط العيش المشترك والطمأنينة والاستقرار . وصدق ذلك النفر من المفكرين الذين يذهبون إلى القول بأن العيب بات في اللغة بعد أن أصبحت حمّالة أوجه ومتعددة المعاني والدلالات ، ومن حسن الحظ أن هذا الذي حدث للغة ومن حول اللغة ما يزال بين المثقفين أما في الأوساط الشعبية فما تزال اللغة تحمل معانيها الأصلية ودلالاتها المباشرة .

ولا اعتقد أن كلمة "حوار" من الكلمات النادرة والمختلف عليها على مستوى المثقفين وفي المستوى الشعبي ، فهي كلمة متواترة ودائمة الحضور في الكلام والكتابة على حد سواء . وربما كانت من الكلمات الأكثر وضوحاً في لغتنا العربية ودلالتها المباشرة أبعد ما تكون عن الغموض والالتباس .

ومن تحصيل الحاصل القول بأن بلادنا تعاني منذ فترة ليست بالقصيرة من أزمة سياسية زاد حدتها تأجيل الحوار أو رفضه من هذا الطرف السياسي أو ذلك ولمدة من الزمن فاقت ما كان متوقعاً ، ويقال - والقول من الأطراف المعنية كلها وليس من طرف واحد - إن كل طرف من الأطراف المطلوب منها أن تجلس على مائدة الحوار تضع العربة أمام الحصان ، وحين يتم ذلك فإن عربة الحياة لا تتحرك ، ولا الحصان يؤدي دوره ولا العربة . وربما تكون الإشارة إلى كل من الحصان والعربة في موضوع الحوار كناية عن وضع الشروط المسبقة المخالفة لقواعد الحوار ، لأنه في حالة الاستجابة للشروط المطلوب تحقيقها قبل الحوار تنتفي مهمته ولا يبقى من حضوره إلاَّ التقاط الصور ، وتبادل تهاني الاتفاق على الشروط التي تم انجازها قبل الحوار المرتقب !!

الخلاف سياسي ، وسياسي بامتياز ، فلا أحد مختلف على الوحدة ، وحدة الوطن ، ووحدة البشر ، فالوطن يجري في دمائنا جميعاً وينبض في قلوبنا . فمن خيراته تكونت أجسادنا ، وعلى ترابه نمت طفولتنا وترعرع شبابنا ، ونضجت كهولتنا . لا خلاف على الوحدة إذاً ، ولا على حب الوطن ، لكن الخلاف بكل وضوح هو سياسي ، وهو خلاف طبيعي وضروري شرط ألا يرتفع إلى مستوى الصراع والخصومة ، وأن يظل في حدوده الطبيعية اختلافاً في وجهات النظر والمشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي ، وينبغي أن نفرّق دائماً بين الحوار الوطني ، الحوار بين أبناء الوطن الواحد، والحوار مع الآخرين، فالحوار بين أبناء الوطن الواحد يقوم على التسامح والتنازل المتبادل ، إذ لا منتصر هنا ولا مهزوم ، والمنتصر الوحيد في الحوارات الوطنية هو الشعب والوطن ، وعلى العكس من ذلك الحوار مع الأطراف الخارجية ، حيث تختلف قواعد الحوار لوجود حالة منتصر ومهزوم .

ليس المطلوب من الحوار الوطني المزمع البدء به قريباً أن تنصهر القوى السياسية القائمة في الساحة كتلة واحدة وأن تشارك في الحوار بصوت واحد وبلسان يتكلم لغة واحدة ، فما أظن ذلك يخطر في عقل أحد من الأطراف المتحاورة ، وإلاَّ فما قيمة التعددية واتساع دائرة الاختيارات .إن الهدف من الحوار هو الوصول إلى درجة من التعاون الصادق لإخراج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية ، وإعادة الحال بين السلطة والمعارضة إلى مستوى الاختلاف في وجهات النظر بعيداً عن افتعال الخصومات وإقلاع الطرفين عن استخدام كلمات الهجاء والتحريض . ولا أبالغ إذا ما قلت إن عيون العالم شاخصة إلى حيث ينطلق الحوار ، وما الذي سيخرج به من حلول عملية تضع حداً نهائياً للأزمات التي عكست نفسها على الشارع وعلى الحالتين الاقتصادية والاجتماعية .

الأستاذه أروى عبده عثمان في أحدث إصداراتها :

سعيد ومحظوظ هو ذلك القارئ الذي قد يفوز بنسختين من الكتابين الصادرين حديثاً للكاتبة والباحثة المبدعة الأستاذة أروى عبده عثمان . والكتابان هما الجزء الثاني والثالث من (حزاوي وريقات الحناء) ويضمان أجمل وأبدع ما تفتق عنه الذهن الشعبي اليمني من أساطير وحكايات أعادت الكاتبة صياغتها بلغة معاصرة لم تفقد نكهتها الشعبية وسحرها الفائق . صورتا الغلافين والصور الملونة المصاحبة للحكايات من إبداع الفنانة الكبيرة الدكتورة آمنة النصيري . الأستاذة أروى هي صاحبة (بيت الموروث الشعبي) الذي دمرته وعبثت به الأمطار ووعود المسئولين الذين لم يعثروا على مدى عشر سنوات محلي مكان مناسب يحمي هذا الموروث ويحافظ عليه من الإهمال والضياع.

تأملات شعرية :

الآن ،

لا الكلام يجدينا

ولا الصمت الذي

يشابه الكلامْ .

لا الاجتماعات ...

ولا الخطابات ...

ولا حديث الحرب والسلامْ.

ليس لنا سوى حوارٍ صادقٍ

يُعيد للبلاد شيئاً

من بقايا الأمن والوئام
----